:وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ (*) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (*) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (*)
سورة المؤمنون : 12 - 14
إخوتى وأحبائى فى الله كنت قد وضعت موضوعا فى منتدى العلوم.. الطب والصحة
بعنوان (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم..(النحل 78 )
وذلك عن ما يحاوله العلماء الملحدون من تحدى خلق الله الكريم ومحاولاتهم
إستنساخ البشر وسقت إليكم بعض الصور من نتاج أعمالهم الشنيعة وما نتج عنه من أجنة مشوة بلا روح ولا حول ولا قوة إلا بالله - هذا الموضوع جعلنى لابد لى أن أحدثكم و أكتب لكم فى مزيج من إكتشافات علوم الطب الحديثة فى مجال مراحل تخلق الإنسان فى رحم أمه ولو أننى أفردت جزء كبير لهذا الأمر فى موضوعنا المثبت فى منتدى العلوم ( الإعجاز العلمى للقرآن الكريم فى جميع المجالات )
ولكنى هنا أتيت لكم بالجديد فى مزج جميل ورائع بين ما قرأته حديثا فى مجلة طبية بعيادة الطبيب الذى يباشرنى شهريا ً لقصور فى الشرايين التاجية بالقلب
( والحمد لله رب العالمين الذى لايحمد على مكروه سواه وشفانا الله و كل مرضى المسلمين وأبعد عنكم كل ضرر إن شاء الله ) المهم أخذت من المجلة بعض المعلومات الطبية ومزجتها ببعض قراءاتى فى كتب الدين عن هذا الأمر وبعض إطلاعاتى على النت وأتيت لكم بهذا الموضوع الذى أتمنى أن يحوز إعجابكم ورضاكم وإنى أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا وإياكم به .
أولا : مقدمة تاريخية
لخص "أرسطو" النظريات السائدة في عصره و المتعلقة بتخلق الجنين ، حيث كان ثم جدال بين فريقين ؛ يرى أحدهما أن الجنين يخلق كاملا و يكون موجودا على هيئة قزم فى ماء الرجل ، بينما يرى الفريق الآخر أنه يكون كاملا و قزما أيضا و لكن يتخلق من انعقاد دم الحيض لدى المرأة .
الذين تخيلوا أنه يوجد كاملا في النطفة المنوية و أنه ينمو و يكبر في الرحم كالشجرة الصغيرة ؛ كما اعتقد "ليوناردو دافنشي" (Leonardo da Vinci ) في القرن الخامس عشر و كذلك "هارتسوكر" (Hartsoeker) في القرن السابع عشر
و لم يتنبّه أحد من الفريقين إلى أن كلاً من الحيوان المنوى للرجل و بويضة المرأة يساهمان في تكوين الجنين ، و هو ما قال به العالم الإيطالي "سبالانزاني"
(Spallanzani ) سنة 1775م .
*و في عام 1783 تمكن"فان بندن" (Van Beneden ) من إثبات هذه المقولة ... و هنا تخلت البشرية عن فكرة الجنين القزم.
و أثبت "بوفري" (Boveri ) بين عامي 1888 و 1909 أن الكروموسومات تنقسم و تحمل خصائص وراثية مختلفة ، و استطاع "مورجان" (Morgan ) عام 191
أن يحدد دور الجينات في الوراثة و أنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسومات.
من هنا نرى أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون من اختلاط نطفة الذكر و بويضة الأنثى إلا في القرن الثامن عشر ، و لم يتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين.
فما هى نظرة القرآن الكريم و السنة النبوية للمسألة ..؟
" اختلاط ماء الرجل بماء المرأة "
نجد أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق من نطفة مختلطة سماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان :
( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) الإنسان : 2
و قد أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط ، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة. و الحديث الشريف يؤكد هذا ..
أخرج الإمام أحمد في مسنده أن يهودياً مر بالنبي صلى الله عليه و سلم و هو يحدث أصحابه فقالت له قريش: يا يهودي ، إن هذا يزعم أنه نبي ، فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي ، فقال: يا محمد ، مِمَّ يُخلق الإنسان ؟
فقال رسول الله :
" يا يهودي ، من كلٍّ يخلق : من نطفة الرجل و من نطفة المرأة "
فقال اليهودي: "هكذا كان يقول مَن قبلك " (أي من الأنبياء).
يقول ابن كثير فى تفسيره :
أَمْشَاج " أَيْ أَخْلاط و َالْمَشِج و َالْمَشِيج : الشَّيْء الْمُخْتَلِط بَعْضه فِي بَعْض ، قَالَ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى " مِنْ نُطْفَة أَمْشَاج " : يَعْنِي مَاء الرَّجُل و َمَاء الْمَرْأَة إِذَا اِجْتَمَعَا
و َاخْتَلَطَا ثُمَّ يَنْتَقِل بَعْد مِنْ طَوْر إِلَى طَوْر و َحَال إِلَى حَال و َلَوْن إِلَى لَوْن و َهَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة و َمُجَاهِد و َالْحَسَن و َالرَّبِيع بْن أَنَس :
الأمْشَاج هُوَ اِخْتِلاط مَاء الرَّجُل بِمَاءِ الْمَرْأَة ...
:مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (*) وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًاسورة نوح : 13 - 14
ثم أشار بعد ذلك إلى أهم هذه الأطوار حين قال :
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ (*) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (*) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (*) سورة المؤمنون : 13-14
**أطــــــــــوار التخــــــــــلق البشرى**
النطفة ( Sperm )
تتشكل النطاف في الخصية و التي تتكون بدورها كما أثبت علم الأجنة من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى أسفل البطن في الأسابيع الأخيرة من الحمل .
*و مني الرجل يحتوي بشكل رئيسي على المكونات التالية : الحيوانات المنوية النطاف
(Sperms) التي يجب أن تكون متدفقة و متحركة حتى يحدث الإخصاب ، و مادة البروستاجلاندين (Prostaglandin) *التي تسبب تقلصات في الرحم مما يساعد على نقل الحيوانات المنوية إلى موقع الإخصاب.*
*و مع أن مئات الملايين (500 - 600 مليون) من النطاف تدخل عبر المهبل إلى عنق الرحم غير أن نطفة واحدة هي التي تلقح البويضة ، قاطعة مسافة طويلة جداً لتصل إلى مكان الإخصاب في قناة فالوب الرحمية (Uterine Tube) التي تصل المبيض بالرحم ، تلك المسافة المحفوفة بكثير من العوائق تعادل ما يمكن تشبيهه بالمسافة التي يقطعها الإنسان ليصل إلى القمر !!
*و يحدث عقب الإلقاح مباشرة تغير سريع في غشاء البويضة مما يمنع دخول بقية الحيوانات المنوية .
عملية الإلقاح إختراق الحيوان المنوى للذكر لبويضة الأنثى
اُذكُر الله .....سَبّحْ رَبّكْ أخى وأختى فى الله
يـتـــــــــــبع :