اكتب لك الان خبر
من يعلم ربما الاخير
غير ان الايام لا تنتظر
والسنون علي عجلة تمر
اعزريني سيدتي لا مفر
ووفري الدمع للفجر
ربما يتبدل في الليل الخبر
وغداً هذا الحال يستقر
اكتب لك رسالة الحر
علي الطريق الصواب يصر
ناداه الحق فلبي الثأر
اعد العدة وركب البحر
ما همه كثرة الاعداء الكفر
ولا العواصف الكثر
اختار السماء والجنة مستقر
غده في يديه يتلوه نصر
هكذا تصنع مراقد الزهر
كان ولم يزل خالد العطر
هكذا اراد يغرس مثل الجزور
يمشي لله حتي فوق الجمر
فطريق الجهاد للاخرة ممر
مشي وشد خطاه في فخر
غير ابهاً لكثرة الوعور
ان الحياة اقوي من الموت
ولكن لا يهزم الحياة القبر
اني اكتب لك الان
من يعلم ربما اخر خبر
اعلم يا اماه
اعلم ذلك فوالله اعتزر
خرجت وما خرجت بنية الفجور
ولا همني متاع الدنيا الغرور
هي الحرب يا اماه والقهر
علي بلاد المسلمين تدور
ما بين جوعي في الخيام
وبين عطشي في القبور
ومعزب يقتات من دمه
ويعتصر الجزور
اذلونا في ابشع صور
وسياطهم فوق الظهور
ماذا نقول لله يوم الحشر
تركنا مصائرنا لدهر
تركنا نسائنا لزئاب
واطفالنا للكلاب
وبتنا امتةً تحتضر
حكامنا نعاج والملك فيها هر
اقسموا علي مزلتنا
جعلونا هنوداً حمر
بلادنا تغتصب تملئها المجازر
والحاقدين يعلقون فوق الشجر
مشانق للعبيد ويحفرون الحفر
ماذا نقول لله يوم الحشر
تركنا مصائرنا للدهر
اعزريني لا مفر
والجهاد املنا المنتظر
اعلم والله كم تعانين
والنار في صدرك تستعر
والشوق لابنك البكر
اعلم ماذلت خلف الجدار
تصلين حتي يعود من السفر
في الغروب تجلسين فوق عتبة الدار
اليد فوق اليد
والسبحة من يدك تنهار
تنتظرين جواباً في الهاتف
او حتي خبر في نشرة الاخبار
هو الموت يناديني ولن اتأخر
ما همني دمي ولا اكثر
وفري الدمع ولا تبكي
اماه للعلي انا انتظر
صلي لله في الفجر
وادعي لي اكثر
منك يا اماه اعتزر
ورب السماء والارض والبشر
ما خرجت سوي للاسلام منتصر