وهي مقدمات لزلزلة الساعة التي هي شيء عظيم. مرقاة المفاتيح (15/443)
وقد استمرت الزلزلة في بلدة من بلاد الروم التي هي للمسلمين ثلاثة عشر شهراً. عمدة القاري.
قال المهلب: "ظهور الزلازل والآيات وعيد من الله تعالى لأهل الأرض قال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} (الإسراء:59).
وماذا أيضاً من التغيرات التي تكون في الأرض في آخر الزمان، هنالك تغيرات تصيب الوقت، فقال -صلى الله عليه وسلم- : ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ)) البخاري (1036) وأحمد (10560) والترمذي (2332) واللفظ له، وصححه الألباني.
والضَّرْمَةُ: غُصْنُ النَّخْلِ فَإِنَّهَا إِذْ اِشْتَعَلَتْ تُحْرَقُ سَرِيعًا اِنْتَهَى. تحفة الأحوذي والأزهار.
وهو –هذا التعبير- كناية عن قصر مدة الأزمنة عما جرت به العادة.
وقيل المراد : قصر الأعمار بقلة البركة فيها..". عمدة القاري شرح البخاري (10/482)
" ويُحْمَلُ ذَلِكَ عَلَى قِلَّةِ بَرَكَةِ الزَّمَانِ ونَزْعها مِنْ لَيْله وَنَهَاره، وَذَهَابِ فَائِدَتِهِ فِي كُلِّ مكان". تحفة الأحوذي.
قال ابن حجر رحمه الله :"وقَدْ وُجِدَ فِي زَمَاننَا هَذَا فَإِنَّا نَجِد مِنْ سُرْعَة مَرَّ الْأَيَّام مَا لَمْ نَكُنْ نَجِدهُ فِي الْعَصْر الَّذِي قَبْلَ عَصْرنَا هَذَا". الفتح.
فإذا قالها رحمه الله على القرن التاسع، فماذا نقول نحن اليوم في هذا القرن .
قَالَ النَّوَوِيّ: " فيَصِير الِانْتِفَاع بالْيَوْمِ مثلاً بِقَدْرِ الِانْتِفَاع بِالسَّاعَةِ الْوَاحِدَة. فتح الباري.
فما هو سبب قلة البركة في الزمان ؟
قال العلماء : بِسَبَبِ مَا وَقَعَ مِنْ ضَعْف الْإِيمَان لِظُهُورِ الْأُمُور الْمُخَالِفَة لِلشَّرْعِ مِنْ عِدَّة أَوْجُهُ, وَأَشَدّ ذَلِكَ الْأَقْوَات فَفِيهَا مِنْ الْحَرَام الْمَحْض وَمِنْ الشُّبَه مَا لَا يَخْفَى حَتَّى إِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاس لَا يَتَوَقَّف فِي شَيْء – إذا عرف أنه حرام أكل مباشرة دون تردد - وَمَهْمَا قَدَرَ عَلَى تَحْصِيل شَيْء هَجَمَ عَلَيْهِ وَلَا يُبَالِي, لأَنَّ الْبَرَكَة فِي الزَّمَان وَفِي الرِّزْق وَفِي النَّبْت إِنَّمَا يَكُونُ مِنْ طَرِيق قُوَّة الْإِيمَان وَاتِّبَاع الْأَمْر وَاجْتِنَاب النَّهْي, وَالشَّاهِد لِذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} (لأعراف: من الآية96)). فتح الباري.
وأيضاً من التغيرات التي تكون في الأرض تقارب الأسواق، وهذه يشمل سرعة العلم فيها، وسرعة السير من سوقٍ إلى سوقٍ ومقاربة بعضها بعضاً في المكان والأسعار، فبين كل سوقين سوق، وهذا مشاهد اليوم في عالم المولات فكثرتها ولا شك مما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- تقارب الأسواق وكثرة الأسواق، وقد صارت الأسواق في الشبكات العنكبويتة يفتحون منها ما يشاءون، وليس هذا الشرط شرط مذموماً، لأن من أشراط الساعة ما هو مذموم ككثرة الزنا وكثرة الربا، ومنه ما ليس بمذموم كفشو القلم وانتشار الكتابة والطباعة، وكذلك تقارب الأسواق، فأنه في الأصل ليس مذموماً إذا لم ينه عن ذكر الله وعن الصلاة، ولكن كثير مما في الأسواق لا يرضي الله.
ومن الآيات العظيمة التي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن وقوعها من التغيرات في آخر الزمان ونحن نرصد وإياكم هذه التغيرات ونتدبر فيها ونتفكر على ضوء ما نرى في واقعنا من حدوث شيء من هذه التغيرات الملموسة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة)). الطبراني وصححه الألباني في الصحيحة (2292) .