اين الطفل الاول
من كان علي الدوام
ينقذني من الابحار بعيداً
اين هو الان
من هذا الحفل الكبير
هل مازال داخلي يركض
يتدحرج
في بداية العمر
يسابق الخطوات الاولي
لا شيء يقطعه سوي السكون
عن لهوه وشروده
مر من هنا ذات يوم
اذكره اتخيله
اذكر شفتاه تعانقني
اذكر عيناه جيداً معلقةً في سراج هذا الافق
كان الطفل الاول
في ذهول يرحل
يحمل الغيمة للغيمة كي تمطر
فوق التل
ويخضر الحلم داخل اناء الذكريات
في متاهات الليل
صوته ساعة الافول يوقظ العتمة
فوق الرمال
ذهبت ولم احسب اني اغادره
واني اتبع خطي التابوت خلف الباب
ولم ادرك جيداً مرارة الدروب
مرت ايامي ولم اطفيء فيها شمعة
مر ت والطفل الاول اشعل لها شمعة
كان الطفل ولم يكن في عينيه سوي امنية
نهض الطفل وتسابق مع موته الاول
شرد في غياهب الفكر المستحيل
كان يريد ان يصبح حلم في عالم ممنوع فيه الحلم
كان يسارع للموت وكأن الموت من العدم
رفع الصوت عالي انا لست طفلا كما تريدون
انا كتلة نار قادمة من جحيم
انا كلمة سقطت من الغيم
انا يرقة رماني والدي عن غير قصد في ذلك الرحم
كان الطفل ولم يذل يصنع من محيط عيناه حكاية
يبحر في المغيب مكللا بايات الرحمان
وادعية المراة الشاردة
كان الطفل انشودة غابت عن ذهن الجميع
قلت سوف احيا ليوم واحد اري فيها وجه المراة العجوز
يجب ان اتنفس حتي احيا
يجب ان اعود كما تشتهي
عشرون عاما مرت وانا شارد في هذا العالم
مرت من فوقي جميع الحروب
شهدت موت القيصر وتحطم اسطورة الخوف
تزوجت الاميرات وعاشرت قطاع الطرق
عشرون عاما والموت يرمقني
لا هو اقترب مني ولا انا استسلمت له
كان عالماً قاتماً هوت فيه الاماني
سيطرت عليه سطوة القوي
وغاب عنه العدل
غادر الطفل البداية
غادر دون وجهة دون روايات
سقط الظل علي المشنق
سقط الطفل صار لهذا الافق عنوان
يمتزج كما يريد بالف حكاية تنسج من خطوط الدم
قلت سوف احيا
حتي اعود اليها
يجب ان اعود قبل الموت
عشرون عاما اطارد المعني
عشرون عاما اطارد الكلام الممنوع
عشرون عاما وانا احيا الموت
عشرون عاما وهي تنتظر
تراقب من بعيد العواصف
وتحلم بالمطر علي جنباتها
حملتني المراة الطفلة سنوات
حملتني في القلب المسكين
قلت لن احيا حتي تراني
وقلت الموت لن يسمح باستمرار الحلم
1983
هذا التاريخ سيدتي
تاريخ المغيب
كنت اشتعالا في كلمة
تعمدت ان اكون فكرة
اعتذر يا اماه ناداني الجهاد فلبيت
temogeeen
ارض الغرباء والشهداء
هلمند افغانستان 2008